sábado, 5 de junio de 2010

أوروبا-إفريقيا

أوروبا-إفريقيا

مانولو بوردايو
المرشح النهائي لجائزة "معبر المضيق" 2008. فئة الإسبانية


  يناجى نفسه وهو يضع قناعا ابيضا ونظارات. يشخص حالة سائح إسباني اسمه انطونيو و يحكي للحاضرين سفره الى السينغال. هو استاذ الأعمال الإجتماعية  في جامعة إسبانية. في هذه المناجاة يعطي نظرته الخاصة حول هذا البلد و يشرح بطريقته التدريسية ككل معلم.
      يناجى نفسه وهو يضع قناعا  اسودا و قلنسوة يديرها الى الخلف و يشخص رجلا من السينغال اسمه محمد. ثقافته محدودة و لكن لديه حس مشترك. أنتهى الآن من كتابة أول رسالة سيبعث بها لعائلته و سيقرأها على احد ابناء بلده(الحضور)  ليحصل على رضاه.لا يتقن بعد اللغة, لهذا  يتحدث بصيغة الغائب عوض المتكلم و يحاول التعبير مستغلا كل الكلمات التي وصلت مسامعه.


أنطونبو: سافرت الصيف الماضي الى بلاد السينغال و رجعت بنكهة حلوة و أخرى مرة.لأن التناقضات هناك كثيرة جدا و مدة خمسة عشر يوما  لا تمكنك من التوصل الى الحقيقة كاملة . تعود محملا بمجموعة من الأسئلة... و لكن تعلمت الكثير هناك.


محمد: سأقرأ عليك الرسالة التي كتبها لعائلتي ليعرف رأيك. أنظر يا إبن بلدي (مخاطبا الجمهور):
عائلتي العزيزة:
أنا يكتب باللغة الإسبانية لكي يتعلم أنتم هذه اللغة.عندما يأتي الى هذا البلد الجميل. لم يكتب من قبل, لم يكن عنده نور لمدة ثلاثة أشهر في كوخ من البلاستيك بارد في الشتاء و حار جدا في الصيف و لكن الآن يعيش في شقة مع الكثير من الزملاء.


أنطونيو: وصلنا أنا و زوجتي الى داكار العاصمة. ذهبنا للتجول في السوق المركزي, حيث كنا محاطان بالعديد من السود و نحن ببشرتينا البيضاء أحسسنا باختلاف كبير و بعدم الأمان. و من هناك ذهبنا الى المدينة حيث العمارات ذات الطراز الفرنسي و الكنائس التي تتعايش مع المساجد. و أخبرونا أن الكل يساهم في بناء معابد  الغير رغم  عدم اتفاقها مع قيم ومبادئ ديانتهم.


 محمد: إسبانيا بلد بهيج, ناس متقدمون في السن يحتفل دائما و يمشي وراء إلالهة. الشيء نفسه في كل القرى. أما الشباب فهو يشرب و يرقص ايضا في حفلة ضخمة و يترك المخلفات في الشارع.


أنطونيو: أكثر ما اثار إنتباهي هو الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في السينغال. هي تتكلف بكل شيء, هي التي تنهض بالبلد. هي التي تعمل في المنزل و تحضر الطعام لكل أفراد العائلة و تحمل الطفل على ظهرها لانه ليس هناك عربات للأطفال. اننى اتعجب كيف لايصيبهن شيء فى روؤسهن. !  حتى أنهن يحملون كل شيء على رؤوسهن لبيعه في السوق وهذا يكسبهم رونقاً طبيعياً في المشي و في الرقص أيضا.


محمد: الأطفال هنا, و منذ و هو صغير يلعب بجهاز: دمية من المطاط أو من البلاستيك, سيارة تتحرك لوحدها , آخر ليس صغير و لديه شاشة و الدمى تلعب. طفلات ايضا تلعب مع أخوات من البلاستيك. دائما تلعب و ليس عليها أن تعمل.


أنطونيو: السوق يبقى مفتوحا طيلة النهار و يشكل مركزا للعلاقات الإجتماعية و بالطبع مركزا للثقافة: النساء يتكلفن بكل شيء بينما يرعى الرجال كالرحل بقراتهم التي تشبه الهياكل العظمية.
قمنا بزيارة أخرى مهمة و كانت الى "البحيرة الوردية" و هي آخر محطة في رالي باريس داكار و كانت هناك بعض النساء يعرضن أنفسهن لأخذ الصور تعطيك بعدها قطعة من الورق مكتوب عليها العنوان لترسلها إليها.


محمد: و لكن شباب عمره ما بين 10 و11و 14 سنة لا يحترم الآباء و الأجداد أقل. لا يفهم ما يدورفي رؤوس هؤلاء الأطفال. تقاليدنا أحسن و أنا فخور بأنتم و انني دائما أطعت أمي.


أنطونيو: شاهدنا أيضا الطبيعة في السينغال: السهول التي تتحول سريعا إلى غابات كثيفة , منابت القرام و المحيط الأطلسي. أنظمة بيئية بالغة الدقة تأوي العديد من الحيوانات: الطيور الكواسر الذين كانو يوصلون بين إفريقيا و اوروبا من قبل ان يظهر الاستعمار وحتى الآن, فهم يذكروننى بهجرة الفقير حيث يكون الغنى.


محمد: و في كل المنازل سحر يسمى التلفزة, يعرفون من خلالها كل ما يدور في العالم. في هذه العلبة رجال يرتدون لباسا أبيضا و يقولون أن النساء عندما تضع كريم على الجسم سوف تصبح نحيفة: أنتم لا تحتاجون الى هذا الكريم.


أنطونيو: ومضات: قليل ما ترى أشخاص بدن  و "الماك دونالد" ممنوع باعتباره غذاء غير صحي. ليس هناك ماء جاري في البلدات الداخلية و النساء يغسلن في عدة قصعات جنب الآبار العميقة. و الأطفال حليقي الرؤوس و الطفلات بضفائر تبدأ من فروة الرأس. هم حسان و هن حسناوات و اعينهم كبيرة للغاية. عندما يحتفل الطفل بطقس الارتسام برتبة شماس- وهى ادنى رتبة فى الرتب الكنسية- يلقي بثيابه على شجرة و يلبس رداء الكبار و بذلك يكون قد دخل في وضع آخر و يجب على كل الأطفال احترامه.


محمد: أهم شيء بالنسبة لهؤلاء الناس هو أن يحاول الرجل و المراة أن يفعل عدة أشياء . هذه هي السعادة عندهم: يذهب الى العمل في السيارة و يوصل الأولاد الى المعلم و  يشتري من المحلات البعيدة  جدا و  يلهو في مكان بعيد. لهذا يقول أنه يشبه الدراجة النارية و هي دراجة عادية بدون محرك السيارة.


أنطونيو:ذهبنا أيضا حيث القوارب على الشط تنتظر الإقلاع الى أي مكان... هي الزوارق التي يستعملونها للصيد في المياه السطحية. مصبوغة  بالأحمر و الأصفر و الأزرق. أقالنا الى جزيرة "كوري" و التي تقع أمام داكار. خرج منها ملايين الأشخاص من كل إفريقيا كعبيد في اتجاه امريكا فضلا عن الملايين الذين لقوا حتفهم هناك. في لافتة يكتبون هذه الجملة: "ماذا سيحل بامريكا بدون الشعب الأسود؟" و ايضا"هنا ماتوا في المحرقة و كان السود أكثر من اليهود و لايزالوا ينتظرون العدالة".


محمد: عزيزتي ليلى, عزيزي عبدو و إميري و طولا و نايا و علي: أنا بخير, أحب كثيرا بلدي السينغال, إعتن بالكل, يقبل ايديكم. محمد.
و يختم مخاطبا الجمهور: مارأيك يا إبن بلدي؟

No hay comentarios: