في حصة الرياضيات
خوسي رودريغز ماتاردونا
المرشح النهائي لجائزة "معبر المضيق" 2008. فئة الإسبانية
"انت ظريف جدا يا كريم ولكنك لاتفهم شيئا فى مادة الرياضيات .. و لكن أنت ظريف. ربما خفة الدم أفضل من ان يبرع الشخص فى الرياضيات و من يدري!" . فكر الأستاذ بينه و بين نفسه. فكريم يعاني من فرط في النشاط حسب علماء التربية و الذي يعرف هنا عند العامة "بالمؤخرة المضطربة", فهو لا يهدأ حيث انه وبحسن نية يحشر نفسه فى كل شئ.
- أنت نمام! إهتم بأشيائك يا كريم و دعك من القيل و القال.
هكذا تحدث الاستاذ عندما وجد كريم يطل على دفاتر أصدقائه بدلا من دفتره.
- نمام! مامعنى نمام؟
- إبحث عن الكلمة في القاموس.
لمعت عينا كريم ووجد نفسه مضطرا للنهوض من مكانه, و استغل ذلك للقيام ببعض الحماقات أمام أعين أصحابه. يدمدم: نمام, نمام, و يأخذ القاموس من الخزانة و يفتحه ثم يضعه على رأسه كما لو كان قبعة ثم يعود لمكانه و هو يضحك و يقول:
- لا يا أستاذ أنا لست نماما.
كريم يريد ان يكون محط انظار الجميع طول الوقت.
- أنت متعب جدا! طبعك يتعبني و كأنك بقرة أحملها على ذراعي.
- ماذا تقول يا أستاذ؟ بقرة ؟ اذرع؟
يسيء كريم التصرف أحيانا ويضطر الأستاذ لمعاقبته و لكن أحيانا اخرى يكون مثالا في الإنضباط.
- اليوم أحسنت التصرف, اليس كذلك ؟ اليوم لست كالبقرة الثقيلة؟
زملاء كريم, محمد و رويدة و"فيكتور مانويل" من "بوليفيا" يضحكون.
يضع محمد جهاز تقويم الأسنان و هذا أكبر دليل على اندماجه و انسجامه و أمه تعيش مع إسباني و لا تلبس الحجاب.
- محمد لديه اخ ابيض- هذا ما قاله كريم ذات مرة مبديا إستياءه بشدة.
بالفعل كريم ظريف و هذه موهبة. مهم جدا ان نعترف بملاحة و ظرافة الغير.
تذكر الأستاذ اليوم الذي اتى فيه كريم و حكى له كيف يزعج اخيه الأطفال فهم دائما يقولون:
- يا سعيد, لدينا صورة تتناول فيها القربان المقدس.
الأستاذ يتفق مع كريم في أن هؤلاء الأطفال أشرار و لكنه يعترف في الوقت نفسه بأن طريقتهم في إزعاجه حذقة و ذكية الى درجة انه يتصور سعيد بلباس البحار و هو خاشع. و يتساءل الأستاذ هل بإمكاننا اعتبار هذه الصورة رمزا لتعايش الثقافات؟ وبعد دقيقتين يجيب نفسه بالنفي .
الأستاذ في مهنته هذه صادف العديد من الأشخاص الظرفاء و الأشخاص الذين ليست عندهم اي كفاءة و لكن حالة كريم مبالغ فيها.
طرح الاستاذ مسألته التي يعتقد ان التلاميذ سوف يستغرقون اسبوعا كاملاً فيها لإيجاد الحل.
"يزيد طول لويس عن طول ماريا بخمسة عشر سنتيمتر و ينقص طول انطونيو عن طول ماريا بستة سنتيمتر. إذا كان طول ماريا هو متر و ستة و خمسون فكم يبلغ طول لويس و انطونيو؟"
- كم طول لويس؟
- خمسة عشر كيلومتر.
- ماذا؟
- لا, لا, خمسة عشر سنتيمتر.
- طول لويس هو خمسة عشر سنتيمتر؟ سأل الأستاذ و هو يطلعه على القياس في المسطرة.
- هذا ما يضعونه هنا يا استاذ.
- إقرأ المسالة مجددا.
- يزيد طول لويس عن طول ماريا بخمسة عشر سنتيمتر و ينقص طول أنطونيو عن طول ماريا بستة سنتيمتر . إذا كان طول ماريا يبلغ متر و ستة و خمسون فكم يبلغ طول لويس و طول أنطونيو؟
- كم هو طول ماريا؟
- ستة كيلومترات؟
في بداية السنة الدراسية و أمام اجوبة كهذه , يستنشق الأستاذ كمية كبيرة من الهواء ثم يخرجها ببطء شديد. هذا لكي لا يأخذ دفتر كريم أو كريم نفسه و يلقي به من النافذة. بينما كريم يحك قفاه كما لوأن شيئا سيخرج من هناك.
- و أنت كم طولك؟ - يسأل الأستاذ كريم.
ينهض كريم من مكانه و يتجه نحو الحائط. يقترب منه و يكاد أن يرتطم رأسه به ثم يشير الى طوله و بعد ذلك يقوم بحساب الأشبار من الأعلى الى الأسفل.
- كم هذا إذن؟ - يسأل كريم باسطا يده.
يحاول الأستاذ في بعض الأحيان تحسين أوضاع الإرتخاء . يجمع السبابة بالإبهام في شكل قرص موليا راحة اليد إلى الأعلى. وضع يظنه من فن اليوغا أو أحد الأوضاع الشرقية و يقول:
- أووووووووووم أوووووووووم...
في البداية كان هذا يربك كريم قليلا و يبدأ في النظر و بكل اندهاش الى الأستاذ و لكنه أدرك لاحقا أن هناك شيء من المزاح في كل ذلك و أصبح يتمادى في تصرفاته و يشوش أكثر فأكثر.
استبدل الأستاذ الأوم الكلاسيكي الشرقي- الذي يذكر بدقة الجرس القرصي الكبير و بمجموعة الصينيين الصلع بملاياتهم الحمراء الشبيهة بلباس مصارعة الثيران الملفوفة حول الجسم- بكلمة الصبر و التي بحث عنها في قاموس إسباني عربي.
- الصبر! الصبر مع كريم.!
- الصبر!
- الصبر!
ذات يوم اخرج كريم من جيبه ورقة مطوية مكتوب عليها جدول حصصه لكي يسأل الأستاذ عن فصل الحصة الثالية . عندها اكتشف هذا الأخير أن كريم يضع في خانة الرياضيات كلمةpollo التي تعني دجاج باللغة الإسبانية, عوض كلمة apoyo التي تعني دعم , يعني "دجاج الرياضيات" و ليس "دعم الرياضيات".
فكر الأستاذ للحظة أنه ربما نال كل آفاقه الأكاديمية بحصوله على درجة أستاذ في "دجاج الرياضيات".
ذات يوم تغيب أستاذ "دجاج" اللغة فدخل كريم إلى فصلي.
- كم مقطع في كلمة عصفور؟
- ع-ص-فو-ر . يصرخ كريم مشددا تصفيقة مع كل مقطع.
استغرب الأستاذ في البداية و لكن بعد استشارة اساتذة آخرين اكتشف أنه من العادي أن يصفق التلاميذ مع كل مقطع و أعجب كثيرا بطريقته هذه في تقطيع الكلمات . و تحدثوا كثيرا ذلك اليوم بين تصفيقة و تصفيقة وبين مقطع و آخر.
- أ-ه-لا-يا-أ-س-تا-ذ-ا-ل-ج-و-با-ر-د.
- أ-س-ك-ت-ق-لي-لا-ك-ي-لا-ت-عا-ق-ب-في-ا-لإ-س-ت-را-ح-ة.
كريم يخطب ود رويدة و لكنها تستصغره كما لو ورثت ذلك على مر العصور. لها شنب يشبه شنب كريم.
عندما يشعر كريم برفضها يحتمي في الرياضيات. يبدو كجرو ضربوه بشدة و هذا يفكر الأستاذ ببيت شعري ل"بالينتي" : " اليوم يلبس الحب حلته الحزينة" و بعدها مباشرة و لتعويض الحذلقة و لأنه يصعب عليه كيف يعاملون كريم يتذكر مقطع آخر مقتبس عن الكاتب "ثيلا" و الذي يقول: " يصعب تزويج أم الشوارب لأن الخطباء يتهربون ".
- قم الى السبورة و ارسم "لويس" و "ماريا" و "أنطونيو".
- حاضر.
مارآه الأستاذ بعد ذلك ليس له اي تفسير ممكن, ليس لأنه بارع أو لانه أستاذ مطلوب فى الفن التشيكلي-لأنه أيضا لا يحسن الرسم- و لكن لأن الذي رسمه كريم على السبورة يشبه المخلوقات المقززة الناشئة خارج الأرض.
"روائع الضحك اللاإرادي" , هذا هو العنوان الذي وضعه أحد الشخصيات في رواية ل"كونديرا" لسلسلة قصصية كان يكتبها. يمكن لكريم أن يقوم بعدة اقتراحات في الموضوع.
هذه المرة المشكلة مع الأرقام الرومانية:
- هل تعرف من هم الرومان؟
- نعم بالطبع: "نيكوليتا","اندريا"...
- لا, هؤلاء من رومانيا.
- نعم الرومان.
- هل شاهدت فيلم "بن هور" أو "كلادياتور"؟
- أنا فقط تعجبني أفلام تا تا تا تا و يقوم بحركة و كأنه يطلق النار بالمسدس الرشاش.
اكتشف الأستاذ أنه إذا كان رقم إثنى عشر هو الثاني عشر فرقم الثالث و العشرون يصبح العجوز و العشرون لأن كريم يخلط بين كلمة vigésimo و التي تعني العشرين في الأرقام الترتيبية و كلمة viejísimo و هي صيغة المبالغة لكلمة عجوز.
لاحظ كريم أن أستاذه يتمتع بالإستماع الى حكاياته. يحكي له أشياء عن الريف, كيف كان يمشي هو و أصدقاءه بكل بطء نحو المدرسة لكي لا يصلوا قبل الوقت رغم انهم يعرفون أن الضرب هو عقاب التأخير.
يعرف كريم أن حكاياته تلهينا عن الرياضيات و لهذا فهو يتصرف كشهرزاد.
يحكي أيضا أن في بلدته فقط يعيش العجزة و الأطفال و هم اغنياء بفضل المال الذي يرسله الرجال. الأستاذ يبرر عدم إعطائه دروس الدعم بأن كريم يحتاج أيضا الىممارسة اللغة. أخبرنا أيضا بأن له اخا يعمل في أشغالM30 و بأنه عندما يكبر وعلىالعكس من أخيه سوف يعمل في شيء آخر لأنه يحسن القراءة و الكتابة.
يستمر في حكاياته متفاديا في كل حين العودة الى الدرس و الأستاذ يشعر بنفسه كالملك أو كالسلطان الذي يستمع الى شهرزاد و يفهم موقف كريم. ولأنه من الممتع سماع تلك الحكايات و لأنه من المؤكد إن كنت مضطرا لقتل شخص يشعرك بالكسل أكثر من أن تكون مضطرا لشرح من هو اطول: "لويس" أم "ماريا" أم "أنطونيو".
- أنت نمام! إهتم بأشيائك يا كريم و دعك من القيل و القال.
هكذا تحدث الاستاذ عندما وجد كريم يطل على دفاتر أصدقائه بدلا من دفتره.
- نمام! مامعنى نمام؟
- إبحث عن الكلمة في القاموس.
لمعت عينا كريم ووجد نفسه مضطرا للنهوض من مكانه, و استغل ذلك للقيام ببعض الحماقات أمام أعين أصحابه. يدمدم: نمام, نمام, و يأخذ القاموس من الخزانة و يفتحه ثم يضعه على رأسه كما لو كان قبعة ثم يعود لمكانه و هو يضحك و يقول:
- لا يا أستاذ أنا لست نماما.
كريم يريد ان يكون محط انظار الجميع طول الوقت.
- أنت متعب جدا! طبعك يتعبني و كأنك بقرة أحملها على ذراعي.
- ماذا تقول يا أستاذ؟ بقرة ؟ اذرع؟
يسيء كريم التصرف أحيانا ويضطر الأستاذ لمعاقبته و لكن أحيانا اخرى يكون مثالا في الإنضباط.
- اليوم أحسنت التصرف, اليس كذلك ؟ اليوم لست كالبقرة الثقيلة؟
زملاء كريم, محمد و رويدة و"فيكتور مانويل" من "بوليفيا" يضحكون.
يضع محمد جهاز تقويم الأسنان و هذا أكبر دليل على اندماجه و انسجامه و أمه تعيش مع إسباني و لا تلبس الحجاب.
- محمد لديه اخ ابيض- هذا ما قاله كريم ذات مرة مبديا إستياءه بشدة.
بالفعل كريم ظريف و هذه موهبة. مهم جدا ان نعترف بملاحة و ظرافة الغير.
تذكر الأستاذ اليوم الذي اتى فيه كريم و حكى له كيف يزعج اخيه الأطفال فهم دائما يقولون:
- يا سعيد, لدينا صورة تتناول فيها القربان المقدس.
الأستاذ يتفق مع كريم في أن هؤلاء الأطفال أشرار و لكنه يعترف في الوقت نفسه بأن طريقتهم في إزعاجه حذقة و ذكية الى درجة انه يتصور سعيد بلباس البحار و هو خاشع. و يتساءل الأستاذ هل بإمكاننا اعتبار هذه الصورة رمزا لتعايش الثقافات؟ وبعد دقيقتين يجيب نفسه بالنفي .
الأستاذ في مهنته هذه صادف العديد من الأشخاص الظرفاء و الأشخاص الذين ليست عندهم اي كفاءة و لكن حالة كريم مبالغ فيها.
طرح الاستاذ مسألته التي يعتقد ان التلاميذ سوف يستغرقون اسبوعا كاملاً فيها لإيجاد الحل.
"يزيد طول لويس عن طول ماريا بخمسة عشر سنتيمتر و ينقص طول انطونيو عن طول ماريا بستة سنتيمتر. إذا كان طول ماريا هو متر و ستة و خمسون فكم يبلغ طول لويس و انطونيو؟"
- كم طول لويس؟
- خمسة عشر كيلومتر.
- ماذا؟
- لا, لا, خمسة عشر سنتيمتر.
- طول لويس هو خمسة عشر سنتيمتر؟ سأل الأستاذ و هو يطلعه على القياس في المسطرة.
- هذا ما يضعونه هنا يا استاذ.
- إقرأ المسالة مجددا.
- يزيد طول لويس عن طول ماريا بخمسة عشر سنتيمتر و ينقص طول أنطونيو عن طول ماريا بستة سنتيمتر . إذا كان طول ماريا يبلغ متر و ستة و خمسون فكم يبلغ طول لويس و طول أنطونيو؟
- كم هو طول ماريا؟
- ستة كيلومترات؟
في بداية السنة الدراسية و أمام اجوبة كهذه , يستنشق الأستاذ كمية كبيرة من الهواء ثم يخرجها ببطء شديد. هذا لكي لا يأخذ دفتر كريم أو كريم نفسه و يلقي به من النافذة. بينما كريم يحك قفاه كما لوأن شيئا سيخرج من هناك.
- و أنت كم طولك؟ - يسأل الأستاذ كريم.
ينهض كريم من مكانه و يتجه نحو الحائط. يقترب منه و يكاد أن يرتطم رأسه به ثم يشير الى طوله و بعد ذلك يقوم بحساب الأشبار من الأعلى الى الأسفل.
- كم هذا إذن؟ - يسأل كريم باسطا يده.
يحاول الأستاذ في بعض الأحيان تحسين أوضاع الإرتخاء . يجمع السبابة بالإبهام في شكل قرص موليا راحة اليد إلى الأعلى. وضع يظنه من فن اليوغا أو أحد الأوضاع الشرقية و يقول:
- أووووووووووم أوووووووووم...
في البداية كان هذا يربك كريم قليلا و يبدأ في النظر و بكل اندهاش الى الأستاذ و لكنه أدرك لاحقا أن هناك شيء من المزاح في كل ذلك و أصبح يتمادى في تصرفاته و يشوش أكثر فأكثر.
استبدل الأستاذ الأوم الكلاسيكي الشرقي- الذي يذكر بدقة الجرس القرصي الكبير و بمجموعة الصينيين الصلع بملاياتهم الحمراء الشبيهة بلباس مصارعة الثيران الملفوفة حول الجسم- بكلمة الصبر و التي بحث عنها في قاموس إسباني عربي.
- الصبر! الصبر مع كريم.!
- الصبر!
- الصبر!
ذات يوم اخرج كريم من جيبه ورقة مطوية مكتوب عليها جدول حصصه لكي يسأل الأستاذ عن فصل الحصة الثالية . عندها اكتشف هذا الأخير أن كريم يضع في خانة الرياضيات كلمةpollo التي تعني دجاج باللغة الإسبانية, عوض كلمة apoyo التي تعني دعم , يعني "دجاج الرياضيات" و ليس "دعم الرياضيات".
فكر الأستاذ للحظة أنه ربما نال كل آفاقه الأكاديمية بحصوله على درجة أستاذ في "دجاج الرياضيات".
ذات يوم تغيب أستاذ "دجاج" اللغة فدخل كريم إلى فصلي.
- كم مقطع في كلمة عصفور؟
- ع-ص-فو-ر . يصرخ كريم مشددا تصفيقة مع كل مقطع.
استغرب الأستاذ في البداية و لكن بعد استشارة اساتذة آخرين اكتشف أنه من العادي أن يصفق التلاميذ مع كل مقطع و أعجب كثيرا بطريقته هذه في تقطيع الكلمات . و تحدثوا كثيرا ذلك اليوم بين تصفيقة و تصفيقة وبين مقطع و آخر.
- أ-ه-لا-يا-أ-س-تا-ذ-ا-ل-ج-و-با-ر-د.
- أ-س-ك-ت-ق-لي-لا-ك-ي-لا-ت-عا-ق-ب-في-ا-لإ-س-ت-را-ح-ة.
كريم يخطب ود رويدة و لكنها تستصغره كما لو ورثت ذلك على مر العصور. لها شنب يشبه شنب كريم.
عندما يشعر كريم برفضها يحتمي في الرياضيات. يبدو كجرو ضربوه بشدة و هذا يفكر الأستاذ ببيت شعري ل"بالينتي" : " اليوم يلبس الحب حلته الحزينة" و بعدها مباشرة و لتعويض الحذلقة و لأنه يصعب عليه كيف يعاملون كريم يتذكر مقطع آخر مقتبس عن الكاتب "ثيلا" و الذي يقول: " يصعب تزويج أم الشوارب لأن الخطباء يتهربون ".
- قم الى السبورة و ارسم "لويس" و "ماريا" و "أنطونيو".
- حاضر.
مارآه الأستاذ بعد ذلك ليس له اي تفسير ممكن, ليس لأنه بارع أو لانه أستاذ مطلوب فى الفن التشيكلي-لأنه أيضا لا يحسن الرسم- و لكن لأن الذي رسمه كريم على السبورة يشبه المخلوقات المقززة الناشئة خارج الأرض.
"روائع الضحك اللاإرادي" , هذا هو العنوان الذي وضعه أحد الشخصيات في رواية ل"كونديرا" لسلسلة قصصية كان يكتبها. يمكن لكريم أن يقوم بعدة اقتراحات في الموضوع.
هذه المرة المشكلة مع الأرقام الرومانية:
- هل تعرف من هم الرومان؟
- نعم بالطبع: "نيكوليتا","اندريا"...
- لا, هؤلاء من رومانيا.
- نعم الرومان.
- هل شاهدت فيلم "بن هور" أو "كلادياتور"؟
- أنا فقط تعجبني أفلام تا تا تا تا و يقوم بحركة و كأنه يطلق النار بالمسدس الرشاش.
اكتشف الأستاذ أنه إذا كان رقم إثنى عشر هو الثاني عشر فرقم الثالث و العشرون يصبح العجوز و العشرون لأن كريم يخلط بين كلمة vigésimo و التي تعني العشرين في الأرقام الترتيبية و كلمة viejísimo و هي صيغة المبالغة لكلمة عجوز.
لاحظ كريم أن أستاذه يتمتع بالإستماع الى حكاياته. يحكي له أشياء عن الريف, كيف كان يمشي هو و أصدقاءه بكل بطء نحو المدرسة لكي لا يصلوا قبل الوقت رغم انهم يعرفون أن الضرب هو عقاب التأخير.
يعرف كريم أن حكاياته تلهينا عن الرياضيات و لهذا فهو يتصرف كشهرزاد.
يحكي أيضا أن في بلدته فقط يعيش العجزة و الأطفال و هم اغنياء بفضل المال الذي يرسله الرجال. الأستاذ يبرر عدم إعطائه دروس الدعم بأن كريم يحتاج أيضا الىممارسة اللغة. أخبرنا أيضا بأن له اخا يعمل في أشغالM30 و بأنه عندما يكبر وعلىالعكس من أخيه سوف يعمل في شيء آخر لأنه يحسن القراءة و الكتابة.
يستمر في حكاياته متفاديا في كل حين العودة الى الدرس و الأستاذ يشعر بنفسه كالملك أو كالسلطان الذي يستمع الى شهرزاد و يفهم موقف كريم. ولأنه من الممتع سماع تلك الحكايات و لأنه من المؤكد إن كنت مضطرا لقتل شخص يشعرك بالكسل أكثر من أن تكون مضطرا لشرح من هو اطول: "لويس" أم "ماريا" أم "أنطونيو".
1 comentario:
Y no dudo que en la sesión de las matemáticas el genio es el que más tarde se vuelve escritor.
Lo de siempre Karim, por qué Karim y no Antonio, Paco o Stephen?
Vende más, el moro es tonto y lo es de nacimiento.
Puede que algunos lo sean de nacimiento y lo más triste es que otros se hacen imbéciles a pulso propio y su imbecilidad se vuelve eterna.
No sé quién otorga ese premio, pero usted sí lo tiene muy merecido.
Publicar un comentario