sábado, 5 de junio de 2010

في حصة الرياضيات

في حصة الرياضيات

خوسي رودريغز ماتاردونا
المرشح النهائي لجائزة "معبر المضيق" 2008. فئة الإسبانية


  "انت ظريف جدا يا كريم ولكنك لاتفهم شيئا فى مادة الرياضيات .. و لكن أنت ظريف. ربما  خفة الدم أفضل من ان يبرع الشخص فى الرياضيات و من يدري!" . فكر الأستاذ بينه و بين نفسه. فكريم يعاني من فرط في النشاط  حسب علماء التربية و الذي يعرف هنا عند العامة "بالمؤخرة المضطربة",  فهو لا يهدأ حيث انه وبحسن نية يحشر  نفسه فى كل شئ.
      - أنت نمام! إهتم بأشيائك يا كريم و دعك من القيل و القال.
هكذا تحدث الاستاذ عندما وجد كريم يطل على دفاتر أصدقائه بدلا من دفتره.
         -   نمام! مامعنى نمام؟
    -  إبحث عن الكلمة في القاموس.
لمعت عينا كريم ووجد نفسه مضطرا للنهوض من مكانه, و استغل ذلك للقيام ببعض الحماقات أمام أعين أصحابه. يدمدم: نمام, نمام, و يأخذ القاموس من الخزانة و يفتحه ثم يضعه على رأسه كما لو كان قبعة ثم يعود لمكانه و هو يضحك و يقول:
      - لا يا أستاذ أنا لست نماما.
كريم يريد ان يكون محط انظار الجميع طول الوقت.
    -  أنت متعب جدا! طبعك يتعبني و كأنك بقرة أحملها على ذراعي.
    -  ماذا تقول يا أستاذ؟ بقرة ؟ اذرع؟
يسيء كريم التصرف أحيانا ويضطر الأستاذ لمعاقبته  و لكن أحيانا اخرى يكون مثالا في الإنضباط.
         - اليوم أحسنت التصرف, اليس كذلك ؟ اليوم لست كالبقرة الثقيلة؟
زملاء كريم, محمد و رويدة و"فيكتور مانويل" من "بوليفيا" يضحكون.
يضع محمد جهاز تقويم الأسنان و هذا أكبر دليل على اندماجه و انسجامه و أمه تعيش مع إسباني و لا تلبس الحجاب.
         -  محمد لديه اخ ابيض- هذا ما قاله كريم ذات مرة مبديا إستياءه بشدة.
بالفعل كريم ظريف و هذه موهبة. مهم جدا ان نعترف بملاحة و ظرافة الغير.
تذكر الأستاذ اليوم الذي اتى فيه كريم و حكى له  كيف يزعج اخيه الأطفال فهم دائما يقولون:
      - يا سعيد, لدينا صورة تتناول فيها القربان المقدس.
       الأستاذ يتفق مع كريم في أن هؤلاء الأطفال أشرار و لكنه يعترف في الوقت نفسه بأن طريقتهم في إزعاجه حذقة و ذكية الى درجة انه يتصور سعيد بلباس البحار و هو خاشع. و يتساءل الأستاذ هل بإمكاننا اعتبار هذه الصورة رمزا لتعايش الثقافات؟ وبعد دقيقتين يجيب نفسه بالنفي .
الأستاذ في مهنته هذه صادف العديد من الأشخاص الظرفاء و الأشخاص الذين ليست عندهم اي كفاءة و لكن حالة كريم مبالغ فيها.
   طرح الاستاذ مسألته التي يعتقد ان التلاميذ سوف يستغرقون اسبوعا كاملاً فيها لإيجاد الحل.
"يزيد طول لويس عن طول ماريا بخمسة عشر سنتيمتر و ينقص طول انطونيو عن طول ماريا بستة سنتيمتر. إذا كان طول ماريا هو متر و ستة و خمسون  فكم يبلغ طول لويس و انطونيو؟"
       - كم طول لويس؟
      - خمسة عشر كيلومتر.
      -  ماذا؟
      -  لا, لا, خمسة عشر سنتيمتر.
      - طول لويس هو خمسة عشر سنتيمتر؟ سأل الأستاذ و هو يطلعه على القياس في المسطرة.
      - هذا ما يضعونه هنا يا استاذ.
      - إقرأ المسالة مجددا.
      - يزيد طول لويس عن طول ماريا بخمسة عشر سنتيمتر و ينقص طول أنطونيو عن طول ماريا بستة سنتيمتر . إذا كان طول ماريا يبلغ متر و ستة و خمسون فكم يبلغ طول لويس و طول أنطونيو؟
      - كم هو طول ماريا؟
      - ستة كيلومترات؟
في بداية السنة الدراسية و أمام اجوبة كهذه , يستنشق الأستاذ كمية كبيرة من الهواء ثم يخرجها ببطء شديد. هذا لكي لا يأخذ دفتر كريم أو كريم نفسه و يلقي به من النافذة. بينما كريم يحك قفاه كما لوأن شيئا سيخرج من هناك.
     - و أنت كم طولك؟ - يسأل الأستاذ كريم.
ينهض كريم من مكانه و يتجه نحو الحائط. يقترب منه و يكاد أن يرتطم رأسه به ثم يشير الى طوله و بعد ذلك يقوم بحساب الأشبار من الأعلى الى الأسفل.
     - كم هذا إذن؟ - يسأل كريم باسطا يده.
      يحاول الأستاذ في بعض الأحيان تحسين أوضاع الإرتخاء . يجمع السبابة بالإبهام في شكل قرص موليا راحة اليد  إلى الأعلى. وضع يظنه من فن اليوغا أو أحد الأوضاع الشرقية و يقول:
      - أووووووووووم   أوووووووووم...
      في البداية كان هذا يربك كريم قليلا و يبدأ في النظر و بكل اندهاش الى الأستاذ و لكنه أدرك لاحقا أن هناك شيء من المزاح في كل ذلك و أصبح يتمادى في تصرفاته و يشوش أكثر فأكثر.
 استبدل الأستاذ الأوم الكلاسيكي الشرقي- الذي يذكر بدقة الجرس القرصي الكبير و بمجموعة الصينيين الصلع بملاياتهم الحمراء الشبيهة بلباس مصارعة الثيران الملفوفة حول الجسم- بكلمة الصبر و التي بحث عنها في قاموس إسباني عربي.
     - الصبر! الصبر مع كريم.!
          - الصبر!
      - الصبر!
     ذات يوم اخرج كريم من جيبه ورقة مطوية مكتوب عليها جدول حصصه لكي يسأل الأستاذ عن فصل الحصة الثالية . عندها اكتشف هذا الأخير أن كريم يضع في خانة الرياضيات كلمةpollo  التي تعني دجاج باللغة الإسبانية, عوض كلمة apoyo  التي تعني دعم , يعني "دجاج الرياضيات" و ليس "دعم الرياضيات".
فكر الأستاذ للحظة أنه ربما نال كل آفاقه الأكاديمية بحصوله على درجة أستاذ في "دجاج الرياضيات".
ذات يوم تغيب أستاذ "دجاج" اللغة فدخل كريم إلى فصلي.
       - كم مقطع في كلمة عصفور؟
       - ع-ص-فو-ر . يصرخ كريم  مشددا تصفيقة مع كل مقطع.
      استغرب الأستاذ في البداية و لكن بعد استشارة اساتذة آخرين اكتشف أنه من العادي أن يصفق التلاميذ مع كل مقطع و أعجب كثيرا بطريقته هذه في تقطيع الكلمات . و تحدثوا كثيرا ذلك اليوم بين تصفيقة و تصفيقة  وبين مقطع و آخر.
   -  أ-ه-لا-يا-أ-س-تا-ذ-ا-ل-ج-و-با-ر-د.
            - أ-س-ك-ت-ق-لي-لا-ك-ي-لا-ت-عا-ق-ب-في-ا-لإ-س-ت-را-ح-ة.
     كريم يخطب ود رويدة و لكنها تستصغره كما لو ورثت ذلك على مر العصور. لها شنب يشبه شنب كريم.
     عندما يشعر كريم برفضها يحتمي في الرياضيات. يبدو كجرو ضربوه بشدة و هذا يفكر الأستاذ ببيت شعري ل"بالينتي" : " اليوم يلبس الحب حلته الحزينة" و بعدها مباشرة و لتعويض الحذلقة و لأنه يصعب عليه كيف يعاملون كريم يتذكر مقطع آخر مقتبس عن الكاتب "ثيلا" و الذي يقول: " يصعب تزويج أم الشوارب لأن الخطباء يتهربون ".
           -  قم الى السبورة و ارسم "لويس" و "ماريا" و "أنطونيو".
           -  حاضر.
     مارآه الأستاذ بعد ذلك ليس له اي تفسير ممكن, ليس لأنه بارع أو لانه أستاذ مطلوب فى  الفن التشيكلي-لأنه أيضا لا يحسن الرسم- و لكن لأن الذي رسمه كريم على السبورة يشبه المخلوقات المقززة الناشئة خارج الأرض.
     "روائع الضحك اللاإرادي" , هذا هو العنوان الذي وضعه أحد الشخصيات في رواية ل"كونديرا" لسلسلة قصصية كان يكتبها. يمكن لكريم أن يقوم بعدة اقتراحات في الموضوع.
هذه المرة المشكلة مع  الأرقام الرومانية:
     - هل تعرف من هم الرومان؟
- نعم بالطبع: "نيكوليتا","اندريا"...
- لا, هؤلاء من رومانيا.
 - نعم الرومان.
- هل شاهدت فيلم "بن هور" أو "كلادياتور"؟
- أنا فقط تعجبني أفلام تا تا تا تا  و يقوم بحركة و كأنه يطلق النار بالمسدس الرشاش.
     اكتشف الأستاذ أنه إذا كان رقم إثنى عشر هو الثاني عشر فرقم الثالث و العشرون يصبح العجوز و العشرون لأن كريم يخلط بين كلمة vigésimo و التي تعني العشرين في الأرقام الترتيبية و كلمة viejísimo و هي صيغة المبالغة لكلمة عجوز.
      لاحظ كريم أن أستاذه يتمتع بالإستماع الى حكاياته. يحكي له أشياء عن الريف, كيف كان يمشي  هو و أصدقاءه بكل بطء نحو المدرسة لكي لا يصلوا قبل الوقت رغم انهم يعرفون أن الضرب هو عقاب التأخير.
      يعرف كريم أن حكاياته تلهينا عن الرياضيات و لهذا فهو يتصرف كشهرزاد.
يحكي أيضا أن في بلدته فقط يعيش العجزة و الأطفال و هم اغنياء بفضل المال الذي يرسله الرجال. الأستاذ يبرر عدم إعطائه دروس الدعم بأن كريم يحتاج أيضا الىممارسة اللغة.  أخبرنا أيضا بأن له اخا يعمل في أشغالM30 و بأنه عندما يكبر  وعلىالعكس من أخيه سوف يعمل في شيء آخر لأنه يحسن القراءة و الكتابة.
يستمر في حكاياته متفاديا في كل حين العودة الى الدرس و الأستاذ يشعر بنفسه كالملك أو كالسلطان الذي يستمع الى شهرزاد و يفهم موقف كريم. ولأنه من الممتع سماع تلك الحكايات و لأنه من المؤكد إن كنت مضطرا لقتل شخص يشعرك بالكسل أكثر من أن تكون مضطرا لشرح من هو اطول: "لويس" أم "ماريا" أم "أنطونيو".

1 comentario:

Anónimo dijo...

Y no dudo que en la sesión de las matemáticas el genio es el que más tarde se vuelve escritor.
Lo de siempre Karim, por qué Karim y no Antonio, Paco o Stephen?
Vende más, el moro es tonto y lo es de nacimiento.
Puede que algunos lo sean de nacimiento y lo más triste es que otros se hacen imbéciles a pulso propio y su imbecilidad se vuelve eterna.
No sé quién otorga ese premio, pero usted sí lo tiene muy merecido.